للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر من أسلم بدعاء أبى بكر الصدّيق- رضوان الله عليهم-

قال محمد بن إسحاق «١» :

لما أسلم أبو بكر الصدّيق رضى الله عنه أظهر إسلامه، ودعا إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو بكر رجلا مألفا «٢» لقومه محببّا سهلا، وكان أنسب قريش لقريش، وأعلم قريش بها وبما كان فيها من خير وشرّ، وكان رجلا تاجرا ذا خلق ومعروف، وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر، لعلمه وتجارته وحسن مجالسته.

فجعل يدعو إلى الإسلام «٣» من وثق به من قومه ممّن يغشاه ويجلس إليه، فأسلم بدعائه رضى الله عنه، عثمان بن عفّان «٤» ، والزّبير بن العوّام «٥» ، وعبد الرحمن بن عوف «٦» ، وسعد بن أبى وقّاص «٧» ، وطلحة بن عبيد الله، فجاء «٨» بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استجابوا «٩» له، فأسلموا وصلّوا، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما دعوت أحدا إلى الاسلام إلا كانت عنده كبوة «١٠» ونظر وتردّد، إلا ما كان من أبى بكر بن أبى قحافة، ما عكم «١١» عنه حين ذكرته له وما تردّد فيه» .