كل عدوّ يظهر ومكاتبته ومهاداته، وفى الظاهر بإبعادك مؤنسا ومن معه إلى الرّقّة وهم سيوف الدولة، فمن يدفع الآن هذا الرجل إذا قصد الحضرة أنت أم ولدك؟ وقد ظهر الآن مقصودك بإبعاد مؤنس وبالقبض علىّ وعلى غيرى، أن تستضعف الدولة وتقوّى أعداءها لتشفى غيظك ممّن صادرك وأخذ أموالك! ومن الذى سلّم النّاس إلى القرمطى غيرك لما يجمع بينكما من التّشيّع والرّفض؟
وقد ظهر أيضا أنّ ذلك العجمى من أصحاب القرمطى وأنت أوصلته! فحلف ابن الفرات أنه ما كاتب القرمطى ولا هاداه ولا رأى ذلك الأعجمى إلا تلك الساعة، والمقتدر معرض عنه. وأشار نصر على المقتدر بالله أن يحضر مؤنسا ومن معه ففعل ذلك، وكتب إليه بالحضور ففعل وسارع، وقام ابن الفرات فركب فرجمه العامّة، ثم وصل مؤنس المظفر إلى بغداد، ولما رأى المحسن.
ابن الفرات انحلال أمورهم أخذ كل من كان محبوسا فقتله، لأنه كان قد أخذ متهم أموالا/ جليلة ولم يوصلها إلى المقتدر فخاف أن يقروا عليه بما أخذه منهم.
[ذكر القبض على ابن الفرات الوزير وولده المحسن]
قال «١» : ثم كثر الإرجاف على ابن الفرات فكتب إلى المقتدر يعرّفه بذلك، وأن الناس إنما عادوه لشفقته ونصحه وأخذ حقوقه منهم فأنقذ المقتدر إليه يسكّنه ويطيّب قلبه فركب هو وولده إلى المقتدر