للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر الحوادث فى الأيام النّاصريّة غير الفتوحات والغزوات

لم نقدّم هذه الحوادث التى نذكرها الآن على الغزوات والفتوحات إلا أنها سابقة على ذلك فى التّاريخ، ولأنّا أردنا أن نفرد غزواته وفتوحاته ليأتى الكلام عليها سياقة يتلو بعضه بعضا، ولا ينقطع بغيره، فكان ممّا نذكره:

ذكر وصول الملك الأفضل نجم الدّين أيّوب والد الملك النّاصر إلى الديار المصرية

كان الملك النّاصر قد كتب فى طلب والده، رحمهما الله تعالى، فوصل بأولاده وأهله إلى القاهرة فى السّابع والعشرين من شهر رجب سنة خمس وستين وخمسمائة؛ ولمّا وصل تلقّاه الخليفة العاضد لدين الله بظاهر باب الفتوح عند شجرة الإهليلج «١» ، ولم تجر بمثل ذلك عادة، فكان يوما مشهودا. وخلع العاضد عليه، ولقّبه الملك الأفضل، وحمل إليه من أنواع التحف والألطاف شيئا كثيرا؛ وأقطعه الإسكندريّة ودمياط والبحيرة، وأقطع ولده شمس الدولة، أخا النّاصر، قوص وأسوان وعيذاب، وكانت عبرتها يوم ذاك مائتى ألف وستّة وستّين ألف دينار «٢» .

ذكر إبطال الأذان بحىّ على خير العمل

قال المؤرخ: ولعشر مضين من ذى الحجّة سنة خمس وستّين وخمسمائة أمر الملك النّاصر أن يسقط من الأذان قولهم «حىّ على