للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعطش فرسه، فاقتحم به الماء، فرماه البخاريّة بالنّشّاب حتّى قتلوه وأخذ فصلب، ثم دفنه أهله.

[ذكر عروة بن أدية وأخيه مرداس بن أدية وغيرهما من الخوارج]

قال: وفى سنة ثمان وخمسين اشتدّ عبيد الله بن زياد على الخوارج، فقتل منهم جماعة كثيرة، منهم عروة بن أديّة وكان سبب قتله أن عبيد الله بن زياد خرج فى رهان له، فلما جلس ينتظر الخيل اجتمع الناس إليه، وفيهم عروة بن أديّة وهو أخو مرداس بن أديّة، وأديّة أمهما وأبوهما، جدير [١] وهو نميمى، فأقبل عروة على زياد يعظه، فكان ممّا قال له: أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ. وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ

[٢] قال: فلما قال له ذلك ظنّ ابن زياد أنه لم يقله إلّا ومعه جماعة [٣] فركب وترك رهانه، فقيل لعروة: ليقتلنّك. فاختفى، فطلبه ابن زياد فأتى الكوفة، فأخذ وأتى به إلى ابن زياد فقطع يديه ورجليه وقتله [٤] وقتل ابنته.

وأما أخوه أبو بلال مرداس فكان عابدا مجتهدا عظيم القدر فى الخوارج


[١] هكذا بالجيم يكتبه بعضهم. ويراه بعضهم بالحاء (حدير) ، وفى جمهرة أنساب العرب ص ٢١٢: «وأبوهما جرير بن عامر بن عبيد بن كعب بن ربيعة» وذكر أنهما من بنى ربيعة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.
[٢] الآيات ١٢٨، ١٢٦، ١٣٠ من سورة الشعراء.
[٣] لما رأى فيه من الجرأة.
[٤] لما قطعت يداه ورجلاه دعا به ابن زياد وقال له: كيف ترى قال: أرى أنك أفسدت دنياى وأفسدت آخرتك، فقتله.