وفي سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ظهر أولاد عز الدولة بختيار بن معز الدولة من محبسهم، واستولوا على القلعة التى كانوا معتقلين بها، وكان سبب اعتقالهم أن شرف الدولة كان أحسن إليهم بعد وفاة والده عضد الدولة، وأطلقهم، وأنزلهم بشيراذ، وأقطعهم، فلما مات شرف الدولة حبسوا في قلعة ببلاد فارس، فاستمالوا مستحفظها، ومن معه من الديلم، فأفرجوا عنهم، فأنفدوا إلى أهل تلك النواحى، فاجتمعوا تحت القلعة، فبلغ ذلك صمصام الدولة، فسيّر إلى القلعة جيشا، فتفرق ذلك الجمع، وحصر جيشه القلعة، وراسل «١» مقدم الجيش وجوه الدّيلم سرّا، واستمالهم، ففتحوا القلعة، فملكها أصحاب صمصام الدولة، وأخذوا أولاد بختيار، وكانوا ستة، فأمر صمصام الدولة بقتل اثنين، وحبس أربعة.
[ذكر مقتل صمصام الدولة]
كان مقتله في ذى الحجة سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، وسبب ذلك أن جماعة كثيرة من الدّيلم استوحشوا منه لأنه أمر بعرضهم، وإسقاط من ليس بصحيح النسب، فأسقط منهم ألف رجل، واتفق [أن]«٢» أبا القاسم، وأبا نصر ابنى عز الدولة بختيار بن معز الدولة خدعا الموكّلين