بالقلعة، فأفرجوا عنهما، فجمعا لفيفا من الأكراد، واتّصل بهما الذين أسقطوا من الخدمة من رجال الديلم، وقصدوا أرّجّان، فاجتمعت عليها العساكر، فتجهز صمصام الدولة ولم يكن عنده من يدبره، فأسار عليه أصحابه بالصّعود إلى القلعة التى على باب شيراز، والامتناع بها، فرّاد الصّعود إليها، فمنعه مستحفظها، فأشار بعض أصحابه عليه بقصد الأكراد، والتقوا بهم، فخرج بخزائنه، وأمواله، فنهبه أصحابه، وأرادوا قتله، فهرب وسار إلى «الدودمان» على مرحلتين من شيراز، فقبض عليه رئيسها طاهر، وبلغ أبو نصر الخبر، فبادر إلى شيراز، ودخلها وأخذ صمصام الدولة ابن طاهر، فقتله، وقال: هذه سنة سنها أبوك يعنى ما كان من قتل عضد الدوله بختيار، وكان عمر صمصام الدولة يوم قتل خمسا وثلاثين سنة.
وكان كريما حليما، وسلمت والدته لبعض قواد الديلم، فقتلها، وبنى عليها دكّة في داره، فلما ملك بهاء الدولة فارس أخرجها، ودفنها فى تربة بنى بوية.
وزراؤه في مملكته الثانية: العلاء بن الحسن، ثم قبض عليه، واستوزر أبا القاسم المعمر بن الحسين الزنجى نحوا من سنة، ثم قبض عليه، واعتقله، وأعاد العلاء، ثم بعثه إلى الأهواز، فمات، فاستوزر أبا الطيّب الفرحان بن شيراز، وأنفذه إلى الأهواز، فأقام إلى أن قتل صمصام الدولة.