عين تاب، وهرب شرف الدين بن الخطير «١» إلى بعض القلاع فتقرب إلى العدو بتسليمه [السلطان] إليهم. وبقى أخوه ضياء الدين فى خدمة السلطان [الظاهر بيبرس] لأنه كان حضر إليه مستنجدا وسير هذا العسكر بسبب حضوره. وأما السلطان غياث الدين فعلم التتار أنه محكوم عليه فعفوا عنه، وسلموه «٢» إلى الصاحب والبرواناه.
وعاد السلطان إلى دمشق ومنها إلى الديار المصرية، فدخل قلعة الجبل فى رابع عشر شهر ربيع الأول سنة خمس وسبعين وستمائة، فأقام إلى شهر رمضان من السنة وتوجه إلى الشام فى العشرين من الشهر، فكانت غزوة الروم، على ما نذكر ذلك إن شاء الله تعالى، فى الغزوات.
[ذكر ظهور المسجد بجوار دير البغل وإقامة شعائر الإسلام به]
وفى التاسع عشر من شوال من هذه السنة: خرج جماعة إلى دير القصير، المعروف بدير البغل ظاهر مصر، فرأوا أثر باب بجوار الدير، فدخلوا المكان فرأوا آثار محاريب المسلمين، فأنهوا ذلك إلى الصاحب بهاء الدين، فتقدم إلى القاضى بهاء الدين ناظر الأحباس أن يتوجه وصحبته نواب الحكم والعدول والمهندسون ومن يعتبر حضوره فى مثل ذلك. فتوجه وصحبته القضاة [و] المشايخ: وجيه الدين البهنسى، وظهير الدين التّزمنّى، وعلم الدين السمنودى نائب الحكم، ونظام الدين الخليلى، وجماعة من المهندسين، فشاهدوا المكان ورأوا به من