من الأثار ما يدل على أنه مسجد، وشهدوا بذلك عند القاضى علم الدين السمنودى فأثبته، ونقل الحكم إلى قاضى القضاة محيى الدين بن عين الدولة. وطولع الملك السعيد بذلك، فأمر الصاحب بهاء الدين بعمارته وإقامة من يحتاج إليه من إمام ومؤذن وزيت وفرش، فرتب ذلك له، وهو باق إلى يومنا هذا.
وفى هذه السنة فى رابع شوال: كانت وفاة الصاحب بدر الدين جعفر بن محمد بن على بن محمد المذحجى الآمدى «١» بدمشق وهو يومئذ ناظر النظار بها، ودفن بقاسيون. ومولده فى سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وكان هو وأخوه موفق الدين من أمناء المباشرين وأرباب الستر على الكتاب، ولقب كل منهما بالصاحب، ولم يليا وزارة. ولما حضرا من بلاد آمد فى سنة ثلاثين وستمائة هما وابن اختهما شمس الدين، لما نقل الملك الكامل أهل آمد منها. فلما عبرا الفرات قال موفق الدين لهما:«اعلما أننا نقدم على بلاد لا نعرف فيها أحدا، وليس لنا فيها معين إلا الله تعالى، فتعاهدانى والله تعالى، على الأمانة وألا نخون السلطان ولا الناس» . فتعاهدوا على ذلك ودخلوا إلى الديار المصرية. وولوا المناصب فوفيا بما عاهدا عليه، ونكث ابن اختهما شمس الدين، فسلما فى مباشراتهما. وكان شمس الدين كثير النكبات والمصادرات.
وفيها: كانت وفاة الشيخ الصالح برهان الدين أبى إسحق بن سعد الله بن جماعة ابن على بن جماعة الكنانى الحموى بالقدس الشريف يوم عيد الفطر، رحمه الله تعالى.