للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال عطاء وأبو مالك: هو الحنطة، وهى لغة قديمة.

وقال العتبىّ: هو الحبوب كلّها.

وقال الكلبىّ والنضر بن شميل والكسائىّ والمؤرّج: هو الثّوم.

فقال لهم موسى عند ذلك: أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ.

قالوا: مصرا من الأمصار، ولذلك نوّنه؛ ولو أراد مصر بعينها لقال: «مصر» ولم يصرفه، كقوله تعالى: ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ.

وقال الضحّاك: هى مصر فرعون.

واليهود يزعمون أنّ موسى- عليه السلام- وبنى إسرائيل حرّم عليهم بنصّ التوراة الدخول إلى مصر حين خرجوا منها عند اتباع فرعون لهم وغرقه، وأنهم لم يدخلوها بعد ذلك. والله أعلم.

ولنرجع إلى أخبار النقباء وقتال الجبّارين.

ذكر خبر النقباء ومسيرهم إلى أريحا، وقصّة عوج بن عوق «١» وخبر التّيه

قال الله عزّ وجلّ: وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً.

قال الثعلبىّ: وذلك أن الله تعالى وعد موسى- عليه السلام- أن يورثّه وقومه الأرض المقدّسة، وهى الشأم، وكان يسكنها الكنعانيّون الجبّارون ووعدهم أن يهلكهم ويجعل أرض الشأم مسكن بنى إسرائيل؛ فلمّا استقرّت ببنى إسرائيل الدار بمصر أمرهم الله تعالى بالمسير إلى أريحا.