للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستهلّت سنة أربع وثلاثين وستمائة:

[ذكر وقوع الوحشة بين السلطان الملك الكامل وأخيه الملك الأشرف]

كان وقوع الوحشة بين الملكين الأخوين فى هذه السنة.

وسبب ذلك أن الملك الأشرف طلب من أخيه الملك الكامل الرّقّة، وقال إن الشّرق قد صار للسلطان، وأنا فى كل يوم فى خدمته، فتكون هذه برسم عليق دوابّى. وجعل الفلك المسيرى واسطة بينه وبين السلطان.

فكتب الفلك إلى الملك الكامل بذلك، فأجابه الملك الكامل بكتاب أغلظ له فيه.

وكان الملك الكامل، لما عاد من بلاد الشرق فى سنة ثلاث وثلاثين، بلغه اتفاق الملوك عليه، فعجّل السير إلى الديار المصرية.

فكتب إليه الملك الأشرف يقول: إنك أخذت منى الشرق. وقد افتقرت لهذه البواكير، ودمشق بستان ليس لى فيها شىء. فبعث إليه عشرة آلاف دينار، فردّها عليه، وقال: أنا أدفع هذه لأميرين.

فغضب الملك الكامل، وقال: الملك الأشرف يكفيه عن الملك عشرته للمغانى وتعلّمه لصناعتهم! فاتصل ذلك بالملك الأشرف، فتنمّر له وقال: والله لأعرّفنّه قدره. وراسل الملوك: بحلب وحماه وبلاد الشرق، وصاحب الروم، وقال: قد عرفتم بخل الكامل وطمعه فى البلاد.