خصيب «١» من صعيد مصر. وصلّى عليه على ساحل البحر، وحمل فى مركب وأحدر إلى مصر، فوصل بعد صلاة العصر مستهل جمادى الأولى، ودفن بسفح المقطم، بتربة كان أنشأها لنفسه قبل وفاته بيسير- وقد قارب الستين. سمع ببغداد جماعة كبيرة وبنيسابور وبمرو وهراه وهمدان ودنيسر ودمشق. وجال فى البلاد كثيرا، ودخل ما وراء النهر. ولم يحصّل من مسموعاته إلا اليسير- رحمه الله تعالى.
وفيها فى شهر ربيع الأول، توفى الأمير فخر الدين أياز البانياسى بخرتبرت من ديار الجزيرة. وحمل إلى القاهرة، ودفن بتربته التى أنشأها بالقرافة الصغرى، وأنشأ بجانبها حوض سبيل. وكان قد ولى مصر مدة، وله غزوات وتقدّم فى الدولتين العادلية والكاملية. وكان مشهورا فى شبيبته بالقوة. وكان محبا لأهل الخير متفقدا لهم- رحمه الله تعالى.
وفيها، توفى خطيب مصر الشيخ الفقيه: أبو الطاهر محمد بن الحسين ابن عبد الرحمن الجابرى- من ولد جابر بن عبد الله الأنصارى- رضى الله عنه. وهو المشهور بالمحلّى، وهو من أصحاب الشيخين: الشاطبى والقرشى.