خلفه. وتفرّق النّاس، ودخل الوزير إلى مكانه، فدخل عليه جماعة من الأتراك الصّغار وطلبوا أرزاقهم وأغلظوا له فى القول، وقصدوا قتله؛ فدخل بعض الأمراء الكبار فخلّصه منهم.
ذكر عود حلب إلى ملك ملك الدّيار المصرية
وفى سنة تسع وعشرين وأربعمائة ملكت حلب على يد أمير الجيوش أنوشتكين الدّزبرى أمير الشام، وذلك بعد أن التقى هو ونصر بن صالح بن مرداس، صاحب حلب، يوم الجمعة لسبع بقين من جمادى الآخرة فانهزم عسكر ابن صالح. ثمّ كانت وقعة ثانية، فانهزم ثمال بن صالح وأخوه نصر، فبادر ثمال بدخول البلد، وأخذ من قلعة حلب أموالا وتحفا، واستخلف بها عمّه مقلّد بن كامل بن مرداس، وسار يستنجد بأخواله بنى خفاجة «١» ، فثار العوامّ ونهبوا حلب. ووافى طغان، أحد الأمراء الّذين مع أمير الجيوش، فدخل حلب بموافقة من أهلها. ثمّ وصل أنوشتكين الدّزبرى إليها فى يوم الثّلاثاء لثمان خلون من شهر رمضان، وأقام بها إلى آخر السّنة، ورجع إلى دمشق فى تاسع عشرى «٢» الحجّة منها.
ذكر الوحشة الواقعة بين الوزير أبى القاسم الجرجرائى وأمير الجيوش أنوشتكين الدّزبرى
قال المؤرخ: كان ابتداء الوحشة بينهما فى سنة ثلاثين وأربعمائة. وسبب ذلك أن شبيب بن وثّاب النّميرى صاحب الجزيرة توفّى، فقصد أمير