[ذكر ما اتفق لبختيار بعد قبضه على الأتراك، ووفاة سبكتكين وقيام الفتكين]
قال «١» : ولما قبض بختيار على الأتراك كما ذكرناه، ورأى ما فعله سبكتكين، وأن بعض الأتراك بواد الأهواز قد عصوا عليه، أتاه مشايخ الأتراك من البصرة فعاتبوه على ما فعل بأصحابهم، وقال له الديلم: إنا لا نستغنى عن الأتراك في الحرب يدفعون عنا بالنشّاب، فاضطرب رأيه، ثم أطلق آزاذرويه، وجعله صاحب الجيش مكان سبكتكين، وظن أن الأتراك يأنسون به، وأطلق المعتقلين منهم، وسار إلى واسط، وكتب إلى عمه ركن الدولة، وإلى ابن عمه عضد الدولة يسألهما أن ينجداه، ويكشفا ما نزل به، وكتب إلى أبى تغلب بن حمدان يطلب منه أن يساعده بنفسه، وأنه يسقط عنه المال الذى عليه، وأرسل إلى عمران بن شاهين بالبطيحة خلعا، وأسقط عنه بالقى المال، وطلب منه أن يسير إليه بعسكر. فأما عمه ركن الدولة، فإنه جهر عسكرا مع وزيره أبى الفتح بن العميد، وكتب إلى ابنه عضد الدولة بإنجاد ابن عمه، فوعد بالمسير إليه، وانتظر ببختيار الدوائر ليستولى على العراق. وأما عمران بن شاهين، فإنه أخذ الخلع، وقبل إسقاط المال، وأبى أن ينجده. وأما ابن حمدان، فإنه أجاب، وسارع بإرسال أخيه أبى عبد الله الحسين إلى تكريت فى عسكر، وانتظر انحدار الأتراك من بغداد، فإن ظفروا ببختيار