للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعشرين ومائة، وكان كثير الغزاة إلى الروم والإغارة على بلادهم، وله عندهم ذكر عظيم، وله حكايات فى غزواته يطول الشّرح بسردها.

حكى أنه دخل بلاد الروم فى بعض غاراته هو وأصحابه، فدخل قرية لهم ليلا وامرأة تقول لصغير يبكى: تسكت وإلّا سلمتك للبطّال، ثم رفعته بيدها، وقالت: يا بطّال خذه، فتناوله من يدها.

وقد وضع الناس له سيرة.

وحجّ بالناس محمد بن هشام المخزومى.

[سنة (١٢٣ هـ) ثلاث وعشرين ومائة:]

[ذكر صلح نصر بن سيار مع الصغد]

فى هذه السنة صالح نصر بن سيّار الصّغد، وكان خاقان لما قتل تفرّقت التّرك فى غارة بعضها على بعض، فطمع أهل الصّغد فى الرجعة إليها، وانحاز قوم منهم إلى الشاش، فراسلهم نصر بن سيّار، ودعاهم إلى الرجوع إلى بلادهم، وأعطاهم ما أرادوا، فاشترطوا شروطا منها ألّا يعاقب من كان مسلما وارتدّ عن الإسلام، ولا يعدى عليهم فى دين لأحد من الناس، ولا يؤخذ أسرى المسلمين من أيديهم إلّا بقضيّة قاض وشهادة عدول.

فعاب الناس ذلك على نصر، فقال: لو عاينتم شوكتهم فى المسلمين مثل ما عاينت ما أنكرتم ذلك.

وأرسل رسولا إلى هشام فى ذلك، فأجابه إليه.

وحجّ بالناس فى هذه السنة يزيد بن هشام بن عبد الملك.