للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السلطانية وشمله التشريف والإنعام والزيادة/ (٢٧٣ فى إقطاعه ثم رسم بعوده إلى الشام، فعاد وتوجه فى عوده لزيارة الخليل صلوات الله عليه، والبيت المقدس، وشاهد العين التى أجريت إلى القدس الشريف، وكان قد جرّد إليها من دمشق فى شوال سنة سبع وعشرين وسبعمائة الأمير سيف الدين قطلوبك بن الجاشنكير فتوجه ولازم العمل، واجتهد فيه، ووجد آثار قنى [١] قديمة قد سدت، وقلفطت [٢] ، فيسر الله تعالى فتحها، ووصل الماء إلى القدس/ فى شهر ربيع الأول من هذه السنة، ولما شاهد نائب السلطنة [المذكور] [٣] العين رسم بعمارة حمام على فائض الماء [٤] .

[ذكر وفاة قاضى القضاة شمس الدين بن الحريرى الحنفى وتفويض القضاء بعده إلى القاضى برهان الدين إبراهيم بن عبد الحق]

وفى يوم السبت خامس جمادى الآخرة بعد أذان العصر توفى القاضى شمس الدين محمد بن صفى الدين عثمان بن زكىّ الدين أبى الحسن بن عبد الوهاب الأنصارى الحنفى المعروف بابن الحريرى [٥] قاضى الحنفية بالديار المصرية، وكانت وفاته بالمدرسة الصالحية [٦] النجمية بالقاهرة المحروسة، وكان قد مرض وطالت مرضته، فركب فى أثناء مرضه مرارا إلى المدارس لإلقاء الدروس، وحضر دار العدل الشريف، ثم عاوده المرض غير مرة، وتمادت العلة به حتى مات، رحمه الله تعالى [٧] ودفن فى يوم الأحد بالقرافة الصغرى بتربته التى أنشأها، ومولده فى عاشر صفر سنة ثلاث وخمسين وستمائة، وخلّف تركة طائلة، وكان رحمه الله تعالى قاضيا عالما بمذهبه، شديدا فى أحكامه، غير متحاش من أرباب الدولة من الأمراء وغيرهم.


[١] كذا فى أ، وك، وحقه أن يرسم بالألف فهو اسم جنس جمعى للقناة: المجرى الضيق للماء والجمع قنوات.
[٢] كذا فى أوك ولعل أصله من قلفط السفينة إذا أعدها، وسد خلالها بالليف والقار لغة فى جلفط.
[٣] الزيادة من أص، ٢٧٣
[٤] فى السلوك (٢/٣٠٢) أن العمل فى هذه العين استغرق سنة، وأنه بنى لها حوضا سعته نحو مائتى ذراع، وأنشأ إلى جوارها خانقاة وحماما وقيسارية، فعمرت القدس.
[٥] ترجمته فى السلوك (٤/٩٣) والوافى بالوفيات (٤/٩٠) وشذرات الذهب (٦/٨٨) وكلها تذكر أن مولده فى صفر سنة ٦٥٣ هـ، وانفرد النويرى هنا بتحديد يوم مولده من الشهر.
[٦] المدرسة الصالحية: نسبة إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب، وانظر فى تحديد مكانها الحالى (النجوم ٦/١٩٠ حاشية ١) .
[٧] نهاية ص ٢٧٣ من نسخة أ، وتبدأ ص ٢٧٤ فيها بعد انقطاع نحو عشرين صفحة من نسخة ك.