إليه الآن، فجدّد الحلف للسلطان بحضور القضاة والأمراء. وركب بكرة نهار الخميس، وعليه التشريف، وقبّل عتبة باب السر بقلعة دمشق على العادة.
[ذكر توجه الملك السلطان الناصر إلى الكرك وإقامته بها]
وفى هذه السنة، جهز السلطان الملك المنصور حسام الدين [الملك السلطان الناصر «١» ] إلى الكرك، فتوجه إليها، وتوجه فى خدمته الأمير سيف الدين سلار أستاذ الدار، فوصل إليها فى رابع شهر ربيع الأول. فأخبرنى قاضى القضاة زين الدين على بن مخلوف المالكى، عن خبر إرساله إلى الكرك. قال: طلبنى الملك المنصور حسام الدين، وقال لى:«إعلم أن السلطان الملك الناصر ابن أستاذى، وأنا والله فى السلطنة مقام النائب عنه. ولو علمت أنه الآن يستقل بأعباء السلطنة ولا تنخرم هذه القاعدة، ويضطرب الأمر، أقمته وقمت بين يديه. وقد خشيت عليه فى هذا الوقت، وترجح عندى إرساله إلى قلعة الكرك. فيكون بها إلى أن يشتد عضده، ويكون من الله الخير. والله ما أقصد بإرساله إليها إبعاده، ولكن حفظه، [وأما «٢» ] السلطنة فهى له» . وأمثال هذا الكلام. قال: فشكرته على ذلك، ودعوت له. ولعل السلطان الملك المنصور، إنما قال هذا القول تطبيبا لقلب قاضى القضاة، لا حقيقة، وكان فى طى الغيب كذلك.
ولما توجه السلطان الملك الناصر إلى الكرك، توجه فى خدمته جماعة من مماليكه ومماليك أبيه السلطان الملك المنصور، منهم الأمير سيف الدين بهادر الحموى المنصورى وهو أكبرهم سنا. وهو القائم فى خدمته مقام اللالا، والأمير