يطاف برءوسهم فى القيروان، وأخذ فى تجهيز أثقاله، وحملها وحمل أمواله، وأنذر خاصّته وأهل بيته بالخروج معه، وعرّفهم بالخبر؛ فأشار عليه ابن الصّائغ «١» بالمقام، فأبى ذلك، وخرج إلى مصر، كما ذكرناه «٢» وأقبل النّاس فى صبيحة يوم هرب زيادة الله وانتهبوا رقّادة. والله أعلم.
[٣١] ذكر رجوع أبى عبد الله الشّيعىّ إلى إفريقية
قال: ولمّا وافاه الخبر بهرب زيادة الله أمير إفريقية، وهو بناحية سبيبة «٣» رحل لوقته، وخرج إليه شيوخ القيروان، وتلقّوه، فأكرمهم، ودخل أبو عبد الله الشيعىّ رقّادة فى يوم السّبت غرّة شهر رجب، سنة ستّ وتسعين ومائتين، ونزل ببعض قصورها، وفرّق دورها على كتامة، ولم يكن قد بقى بها أحد من أهلها، وأمر مناديه فنادى فى القيروان بالأمان، فرجع