وإذا دعاه البازيار رأيته ... أدنى وأطوع من محبّ وامق
وإذا القطاة تخلّفت من خوفه ... لم يعد أن يهوى بها من حالق
ومن رسالة لبعض فضلاء الأندلس، جاء منها:
«كأنما اكتحل بلهب، أو انتعل بذهب. ملتفّ فى سبره «١» ، وملتحف بحبره. من سيوفه منقاره، ومن رماحه أظفاره. ومن اللواتى تتنافس الملوك فيها، تمسكها عجبا بها وتيها. فهى على أيديها آية باديه، ونعمة من الله ناميه. تبذل لك الجهد صراحا، وتعيرك فى نيل بغيتك جناحا. وتتّفق معك فى طلب الأرزاق، وتأتلف بك على اختلاف الخلق والأخلاق. ثم تلوذ بك لياذ من يرجوك، وتفى لك وفاء لا يلتزمه لك ابنك ولا أخوك» . ثم ذكر حمامة صادها، فقال:
«اختطفها أسرع من اللّحظ، ولا محيد لها عنه، وانحدر بها أعجل من اللّفظ، وكأنها هى منه؛ ثم جعل يتناولها بعقد السبعين، ويدخلها فى أضيق من التسعين «٢» .
وكان لها موتا عاجلا، وكانت له قوتا حاصلا» . والله الهادى للصواب.
*** وأمّا العفصىّ
- وهو الصنف الرابع من البازى. وهو من الباشق كالزّرّق من البازى، إلا أنه أصغر الجوارح نفسا، وأضعفها حيلة، وأشدّها ذعرا، وأيبسها مزاجا. وربما صاد العصفور وتركه لخوفه وحذره. ومن عادته أنه يرصد الطير