للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أقوياء العسكر فجرد الأمير صارم الدين الجرمكى والأمير سيف الدين بهادر الإبراهيمى وجماعة من الحلقة وأجناد الأمراء من كل أمير مائة فارس [١] ومن كل أمير طبلخاناه جندى وأمرهم بالمسير إلى مكة وأن لا يعود إلى الديار المصرية حتى يظفروا بحميضة فتوجهوا فى العشر الأواخر من شهر ربيع الأول من هذه السنة، ثم جرد السلطان صحبة الركب الأمير بدر الدين محمد بن التركمانى إلى مكة فى جماعة مددا لهؤلاء فتوجه وأقام بمكة وقبض على الأمير أسد الدين رميثة وجهزه إلى الأبواب السلطانية، وعاد هؤلاء وكان من أمرهم ما نذكره.

وأقام الأمير بدر الدين بن التركماني بمكة- شرفها الله تعالى- إلى أن وصل الأمير عطيفة أميرا على الحجاز الشريف واستقر فى الإمرة فعاد وكان وصوله إلى القاهرة فى يوم الجمعة [١١٩] الرابع والعشرين من شهر رجب سنة تسع عشرة.

[ذكر حادثة الريح بالجون من طرابلس]

وفى يوم الأربعاء ثانى صفر سنة ثمان عشرة وسبعمائة ثارث ريح شديدة وقت صلاة الظهر بأرض الجون من بلاد طرابلس ومرت على بيوت الأمير علاء الدين على بن الدربساكى مقدم أمراء التركمان بالجون بين قريتى الوكيل والمعيصرة، وكان خروجها من جهة البحر، فكسرت أخشاب بيوته ثم تقدمت إلى بيوت الأمير علاء الدين طوالى [٢] بن أليكى فلما انتهت إليه تكونت عمودا أغبر متصلا بالسحاب على صورة تنين وبقى ذلك العمود على بيوته ساعة يمر عليها يمينا وشمالا ثم يعود فما ترك ذلك العمود فى البيوت شيئا ولا منها إلا أهلكه واحتمله، فحكى عن طوالى أنه لما عاين ذلك قال: يا رب قد أخذت جميع الرزق، وتركت العيال بغير رزق فأى شى تركت لهم حتى أطعمهم؟

فعاد ذلك العمود من الريح بعد خروجه عنه إلى بيوته فأهلكه وأهلك زوجته وابنته وابنتى ابنته وجاريته وأحد عشر نفسا، وجرح [٣] ثلاثة أنفس من ملاقاة الأخشاب والحجارة عند هبوب تلك الريح وحملت الريح جملين ورفعتهما فى الجو مقدار عشرة أرماح وتقطع القماش والأثاث وحملته الريح حتى غاب عن


[١] كذا فى الأصول. وفى إتحاف الورى ٣: ١٥٩، وغاية المرام ٢: ٦٥ «من كل أمير مائة فارسين» .
[٢] كذا فى ص، وف. وفى ك والسلوك ٢/١: ١٨٠ «طوالى» .
[٣] فى الأصول «خرج» ولعل الصواب ما أثبته.