- فقد قالوا: إنما سمّى القمرىّ بهذه التسمية لبياضه، والأقمر: الأبيض. وحكاية صوته تشبه ضحك الإنسان. وهو شديد المودّة والرحمة. أما مودّته فإنه يفرّخ على فنن من أفنان شجرة عليها أعشاش لأبناء جنسه، فيصابحها فى كلّ يوم. وأمّا رحمته فإنه يربّى ولده ويعفّ عن أنثاه ما دام ولده صغيرا. ومن عادته أنه يعمل عشّه فى طرف فنن دائم الاهتزاز، احترازا على فرخه لئلا يسعى إليه من الحيوان الماشى ما يقتله.
وقال أبو الفتح كشاجم [يصفه من أبيات رثاه بها أوّلها «١» ] :
ومطوّق من حسن صنعة «٢» ربه ... طوقين خلتهما من النّوّار
[منها «٣» :]
لهفى على القمرىّ لهفا دائما ... يكوى الحشا بجوى كلذع النار
لون الغمامة لونه ومناسب ... فى خلقه الأقلام بالمنقار
*** وأمّا الدّبسىّ وما قيل فيه
- وإنما سمّى الدّبسىّ بذلك للونه، لأنّ الدّبسة حمرة فى سواد. قالوا: والدّبسىّ أصناف، منها المصرىّ، والحجازىّ، والعراقىّ. وأفخر هذه الأصناف المصرىّ [ولونه الدكنة «٤» ] . وهو لا يرى ساقطا على وجه الأرض، بل له فى الشتاء مشتى، وفى الصيف مصيف. ولا يعرف له وكر «٥» .