فإن وزن الحصى فوزنت قومى ... وجدت حصى ضريبتهم «١» رزينا
فإن السامع إذا فهم أن الشاعر أراد المفاخرة برزانة الحصى، وعرف القافية والروىّ، علم آخر البيت؛ ومن أمثلته ما حكى عن عمر بن أبى ربيعة أنه أنشد عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما:
تشطّ غدا دار أحبابنا
فقال له عبد الله:
وللدار بعد غد أبعد
فقال له عمر: هكذا والله قلت، فقال له عبد الله: وهكذا يكون.
[وأما الإيغال]
- فمعناه أن المتكلّم أو الشاعر إذا انتهى إلى آخر القرينة أو البيت استخرج سجعة أو قافية تفيد معنى زائدا على معنى الكلام، وأصله من أوغل فى السير إذا بلغ غاية قصده بسرعة.
وفسّره قدامة بأن قال: هو أن يستكمل الشاعر معنى بيته بتمامه قبل أن يأتى بقافيته، فإذا أراد الإتيان بها أفاد معنى زائدا على معنى البيت، كقول ذى الرّمّة:
قف العيس فى آثار ميّة واسأل ... رسوما كأخلاق الرداء المسلسل «٢»
فتمّم كلامه قبل القافية، فلما احتاج إليها أفاد بها معنى زائدا، وكذلك صنع فى البيت الثانى فقال: