للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر مقتل عبد الله بن محمد وولده يوسف]

قال: كان عبد الله قد بلغ مبلغا عظيما لم يبلغه أحد من قرابة المنصور وأهل دولته، وانحصرت أمور المنصور كلها تحت قبضته.

وأعطى الرياسة حقها ووثق بما قدم من نصحه. فرفع فيه حسن ابن خاله «١» إلى المنصور أمورا من القدح فى دولته، وأنه كاتب ابن كلّس وزير نزار، واختلفت بينهم السفراء، وعقد الغدر بالمنصور. فوجد المنصور لذلك. وكان عبد الله لا يدارى أحدا من أولاد زيرى ووجوه بنى مناد وغيرهم من أكابر الدولة. فلما أحسوا من المنصور بعض الأمر وشوا بعبد الله وطعنوا عليه.

فاستراب المنصور به وأراد إبقاءه مع التحرز منه، فقال له:

«اعتزل عمل إفريقية واقتصر على الخاتم والكتابة، وكل من تولى فهو متصرف تحت أمرك ونهيك» . فكان جوابه أن قال: «القتلة ولا العزلة» . فلما كان يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر رجب سنة سبع «٢» وسبعين وثلاثمائة، ركب المنصور فركب عبد الله وهو يقول:

ومن يأمن الدنيا يكن مثل قابض ... على الماء خانته فروج الأصابع

فلما نزل المنصور، نزل عبد الله فقبل يده. ثم وقف ودار