ومثله قول ديك الجنّ واسمه عبد السلام:
فقام تكاد الكأس تخضب كفّه ... وتحسبه من وجنتيه استعارها
مشعشعة من كفّ ظبى كأنما ... تناولها من خدّه فأدارها
فظلنا بأيدينا نتعتع روحها ... وتأخذ من أقدامنا الراح ثارها
وقريب من المعنى الأوّل قول أبى بكر الخالدىّ:
كانت لها أرجل الأعلاج «١» واترة ... بالدوس فانتصفت من أرؤس العرب
[أخذ «٢» هذا المعنى أبو غالب الإصباعىّ الكاتب فقال:
عقرتهم معقورة لو سالمت ... شرّابها ما سمّيت بعقار
لانت لهم حتى انتشوا وتمكّنت ... منهم فصاحت فيهم بالثار
ذكرت حقائدها القديمة إذ غدت ... صرعى تداس بأرجل العصّار]
وقال آخر:
أسروها وجه النهار من الدّنّ ... فأمسوا وهم لها أسراء
وقال عبد الصمد بن بابك عفا الله عنه:
عقار عليها من دم الصّبّ نفضة ... ومن عبرات المستهام فواقع
معوّدة غصب العقول كأنما ... لها عند ألباب الرجال ودائع
وأما ما وصفت به غير ما قدّمناه،
فمن ذلك قول أبى الفضل يحيى بن سلامة الحصكفىّ [والحصكفى نسبة الى حصن كيفا] :
وخليع بتّ أعتبه ... ويرى عتبى من العبث