فقال أفلاطون: العشق، حركة النفس الفارغة بغير فكرة.
وسئل ديوجانس عن العشق، فقال: سوء اختيار صادف نفسا فارغة.
وقال أرسطاطاليس: العشق، هو عمى الحسّ عن إدراك عيوب المحبوب.
وقال فيثاغورس: العشق، طبع يتولد في القلب ويتحرّك وينمى ثم يتربّى، ويجتمع إليه موادّ من الحرص، وكلما قوى ازداد صاحبه في الاهتياج واللّجاج، والتمادى في الطمع، والفكر في الأمانىّ، والحرص على الطلب، حتى يؤدّيه ذلك إلى الغم المقلق.
وإلى هذا المعنى أشار المتنبى بقوله:
وما العشق إلا غرّة وطماعة: ... يعرّض قلب نفسه فيصاب.
وقال بعض الفلاسفة: لم أرحقّا أشبه بباطل، ولا باطلا أشبه بحق من العشق:
هزله جدّ، وجدّه هزل، وأوّله لعب، وآخره عطب.
وقد ذهب بعضهم إلى أنه مرض وسواسىّ شبيه بالماليخوليا.
[وأما كلام الإسلاميين وما قالوه فيه]
فقد حكى عن أبى العالية الشامىّ، قال: سأل المأمون يحيى بن أكثم عن العشق ما هو؟ فقال: هو سوانح للمرء يهيم بها قلبه وتؤثرها نفسه! قال فقال له ثمامة:
اسكت يا يحيى! إنما عليك أن تجيب في مسئلة طلاق أو محرم صاد ظبيا، أو قتل نملة؛ فأما هذه فمسائلنا نحن! فقال له المأمون: ما العشق؟ يا ثمامة، فقال: العشق جليس ممتع، وأليف مؤنس، وصاحب مملّك، ومالك قاهر، مسالكه لطيفة،