عيسى بن ميمون «١» . فغدوا إلى جزيرة الأندلس. ودخل الأسطول إلى مدينة إشبيلية فى النهر، وحاصروها برا وبحرا، وبها جيش من الملثمين «٢» . فملكتها عساكر عبد المؤمن عنوة وقتلوا فيها جماعة.
ثم أمن الناس. واستولت عساكره على البلاد الإسلامية التى بها، ودان له أهلها.
وفى سنة ثلاث وأربعين ملك الفرنج مدنا من الأندلس، وهى طرطوشة وجميع قلاعها وحصون لاردة، وذلك لاختلاف المسلمين.
[ذكر حصار الفرنج مدينة قرطبة ورجوعهم عنها]
قال: وفى سنة خمس وأربعين وخمسمائة، حصر السليطين- وهو الأدفونش ملك طليطلة وأعمالها، وهو من ملوك الجلالقة- مدينة قرطبة- أعادها الله- فى أربعين ألف فارس من الفرنج. فبلغ الخبر عبد المؤمن وهو بمراكش. فجهز اثنى عشر ألف فارس ومقدمهم أبو زكريا يحيى بن يومور «٣» . فساروا حتى قربوا من قرطبة. فلم يقدروا على لقاء الفرنج فى الوطأة، فساروا فى الجبال الوعرة.
وجعلوا يقطعون الأشجار حتى يجدوا مسلكا. فمشوا عشرين «٤»