للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى نفس الشهر أمّر السلطان جماعة من مماليكه وغيرهم منهم من المماليك السلطانية الأمير سيف الدين تنكز، والأمير سيف الدين طغاي والأمير سيف الدين خاص ترك، والأمير عز الدين أيدمر الخازن، ثم أمّر طائفة أخرى بعد هذه منهم: الأمير سيف الدين أرغون الدوادار، ولم يؤخره عن هؤلاء إلا أنه كان قد تأخر بالكرك حتى أحضر أدر [١] السلطان وولده الملك المنصور علاء الدين على.

[ذكر القبض على المظفر ركن الدين بيبرس]

وقتله لما فارقه الأمراء والمماليك من إطفيح كما تقدم توجّه وصحبته الأمير سيف الدين بهادر آص، وعز الدين أيدمر الشجاعى إلى قصد صهيون، وساروا على الطريق البرية [٢] فلما انتهى إلى شرقى غزة على أميال منها اعترضه [٣] الأمير شمس الدين قراسنقر المنصورى نائب السلطنة بالشام ومن معه من الأمراء، وقبضوا عليه وعلى من معه من المماليك من غير ممانعة ولا مدافعة، وعاد به الأمير شمس الدين المذكور بشرذمة يسيرة من مماليكه، وهو على بغل مشدود الوسط بمنديل، ووصل به إلى منزلة الخطارة- وهى على مسافة يومين من القاهرة- فوافاه لها الأمير سيف الدين أسندمر كرجى نائب السلطنة بحماة [٥٨] وقد جرّد من الباب الشريف فى جماعة من المماليك السلطانية- فتسلمهّ بهذه المنزلة من الأمير شمس الدين، وعادبه إلى القاهرة، ووصل إلى قلعة الجبل سحر يوم الخميس رابع عشر ذى القعدة سنة تسع وسبعمائة، وأدخل من باب الإسطبل السلطانى، ومثل بين يدى السلطان فى مجلس خلوة حضره الأمراء الخاصكية، ويقال إن السلطان وبّخه وأنكر عليه تجرّيه وتطاوله إلى ما لا يستحقه من الملك وآخر الأمر أن السلطان سأله [٤] عن مغلطاي السّويدى أحد رجّاله الحلقة، وكان قد حضر بين يدى نائب السلطنة الأمير سيف الدين سلّار وتضرر من ضعف إقطاعه فعارضه بيبرس فى حال إمرته، فقال له السّويدى: أنت قد وسّع الله عليك أو أعطاك ما أعطاك، وأنا


[١] آدر، وأدر والسلطان: أى حريمه وجواريه.
[٢] فى الأصول «البدرية» ولعل الصواب ما أثبته. وقد مضى أنه سار ومن معه على طريق البر الشرقى للنيل.
[٣] فى ك «أعرضه» والمثبت من ص، وف.
[٤] فى ك «يسأله» والمثبت من ص، وف.