للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال كثيّر:

كريم يميت السرّ حتى كأنّه ... إذا استنطقوه عن حديثك جاهله

رعى سرّكم مستودع القلب والحشا ... شفيق عليكم لا تخاف غوائله

وأكتم نفسى بعض سرّى تكرّما ... إذا ما أضاع السرّ فى الناس حامله

[ذكر ما قيل فى الإذن والاستئذان]

قال الله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً فَلا تَدْخُلُوها حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ

وقال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ

الآية. وقال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ

الآية.

وقيل: استأذن رجل على النبىّ صلى الله عليه وسلم وهو فى بيت فقال: أألج؟ فقال النبىّ صلى الله عليه وسلم [لخادمه [١]] : «أخرج إلى هذا وعلّمه الاستئذان وقل له يقول السلام عليكم أأدخل»

. وقال النبىّ صلى الله عليه وسلم: «الاستئذان ثلاث فإن أذن لك وإلّا فارجع»

. وقال علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه: الأولى إذن والثانية مؤامرة والثالثة عزمة، إما أن يأذنوا وإما أن يرجع [٢] .

وقال زياد بن أبيه لعجلان حاجبه: كيف تأذن للناس؟ قال: على البيوتات ثم على الأسنان ثم على الأدب؛ قال: فمن تؤخّر؟ قال: الذين لا يعبأ الله بهم؛ قال:

ومن هم؟ قال: الذين يلبسون كسوة الشتاء فى الصيف وكسوة الصيف فى الشتاء.


[١] زيادة عن العقد الفريد (ج ١ ص ٢٧)
[٢] كذا فى العقد الفريد، وفى الأصل: «إما تأذنوا وإما رجع» .