للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد نصحت أمير المؤمنين، وسلمت مما يخاف من أمر الناس» . فقال زياد: «لقد رميت الأمر بحجره! اشخص على بركة الله، فإن أصبت فما لا ينكر، وإن يكن خطأ فغير مستغشّ، ونقول ما ترى ويقضى الله بغيب ما يعلم» .

فقدم عبيد على يزيد، فذكر ذلك له، فكفّ عن كثير مما كان يصنع.

وكتب زياد إلى معاوية يشير عليه بالتّؤدة وألّا يعجل. فتأخر الأمر حتّى مات زياد ثم عزم معاوية على البيعة.

ذكر ارسال معاوية الى مروان بن الحكم

وأمر البيعة وإنكار أهل المدينة ذلك وما وقع بسببه قال: ولما عزم معاوية على البيعة ليزيد أرسل إلى عبد الله بن عمر بمائة ألف درهم، فقبلها، فلما ذكر البيعة ليزيد قال ابن عمر رضى الله عنه: «هذا أراد؟ إن دينى إذا عندى لرخيص!» وامتنع.

ثم كتب معاوية بعد ذلك إلى مروان بن الحكم، وهو على المدينة يومئذ، يقول: «إنى قد كبرت سنّى، ورقّ عظمى، وخشيت الاختلاف على الأمة بعدى، وقد رأيت أن أتخير لهم من يقوم بعدى، وكرهت أن أقطع أمرا دون مشورة من عندك، فاعرض ذلك عليهم، وأعلمنى بالذى يردّون عليك» .

فقام مروان فى الناس وأخبرهم، فقال الناس: أصاب ووفّق، وقد أحببنا أن يتخيّر لنا فلا يألو [١] . فكتب مروان إلى معاوية


[١] يألو: يقصر.