للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بذلك، فأعاد عليه الجواب بذكر يزيد، فقام مروان فى الناس فقال: إن أمير المؤمنين قد اختار لكم فلم يأل، وقد استخلف ابنه يزيد بعده.

فقام عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق رضى الله عنهما فقال:

«كذبت والله يا مروان، وكذب معاوية، ما الخيّار أردتما لأمّة محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنكم أردتم أن تجعلوها هرقليّة، كلما مات هرقل قام هرقل!» . فقال مروان: هذا الذى أنزل الله فيه وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما

الآية [١] . فسمعت عائشة رضى الله عنها مقالته، فقامت من وراء الحجاب وقالت: يا مروان! فأنصت الناس وأقبل مروان يوجهه، فقالت: «إن القائل لعبد الرحمن إنه نزل فيه القرآن كذب، والله ما هو فيه، ولكنه فلان بن فلان، ولكنك أنت فضض من لعنة نبى الله عليه الصلاة والسلام» .

وقام الحسين بن على رضى الله عنهما فأنكر ذلك، وفعل مثله عبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير.

فكتب مروان إلى معاوية بذلك، فأوجب ذلك مسيره إلى الحجاز بعد أن أخذ بيعة أهل العراق والشام!.


[١] الآية ١٧ من سورة الأحقاف.
[٢] فى النهاية: «ومنه حديث عائشة قالت لمروان: إن النبى لعن أباك، وأنت فضض من لعنة الله، أى: قطعة أو طائفة منها» . وروى ابن أبى خيثمة من حديث عائشة فى هذه القصة أنها قالت: «أما أنت يا مروان فأشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أباك وأنت فى صلبه» . وأبوه هو الحكم بن أبى العاص ابن أمية، وقد روى الرواة فى أسباب لعنه أن النبى صلى الله عليه وسلم رآه يعمل من الأعمال ما لا يجوز، وقد نفاه إلى الطائف، وانظر ما يأتى قريبا.