وكان المدبّر لدولة بهاء الدولة أبا الحسن «١» بن المعلم، وأبيه الحكم، وفي سنة إحدى وثمانين قبض بهاء الدولة على الخليفة الطائع لله، وبايع القادر بالله كما ذكرناه في أخبار الدولة العبّاسية، وفيها قبض على وزيره أبى نصر سابور، واستوزر أبا القاسم عبد العزيز بن يوسف وقبض على أبى نصر خواشاذه، وأبى عبد الله بن طاهر، وفي سنة اثنتين وثمانين قبض بهاء الدّولة على أبى الحسن بن المعلم، وكان قد استولى على الأمور كلها، وخدمه الناس كلّهم حتى الوزراء، فأساء السيرة، فشغب الجند، وشكوا منه، وطلبوا تسليمه إليهم، فراجعهم بهاء الدولة، ووعدهم أنه يكف يده، فلم يقبلوا ذلك، فقبض عليه، وعلى جميع أصحابه، فلم يرجع الجند، فسلّمه إليهم، فسقوه السمّ مرتين، فلم يؤذه، فخنقوه، ودفنوه، وقبض على وزيره أبى القاسم لأنه اتهم بمباطنة الجند في أمر ابن المعلم، واستوزر أبا نصر سابور، وأبا منصور بن صالح جميعا، وفي سنة ثلاث وثمانين شعب الجند على بهاء الدولة، ونهبوا دار الوزير سابور، واختفى منهم، واستعفى ابن صالحان من الأنفراد بالوزارة، فأعفى، واستوزر أبا القاسم على بن أحمد، ثم هرب إلى البطيحة، وعاد سابور إلى الوزارة بعد أن أصلح الديلم.