كارهين للعود إلى بغداد لضيق الأموال بها واختلاف الكلمة. فعقد عليه الضمان وعاد الراضى وابن رائق إلى بغداد فدخلاها فى ثامن صفر، وكان هذا القول من البريدى خديعة ومكرا؛ فإنه ما حمل من المال درهما واحدا ولا سلّم الجيش.
قال «١» : ثم سعى ابن مقاتل عند ابن رائق فى عزل وزيره الحسين بن على النّوبختى، وأشار عليه بالاعتضاد بالبريدى وأن يجعله وزيرا، وبذل له ثلاثين ألف دينار، فأجاب ابن رائق إلى ذلك بعد امتناع شديد وأمر ابن مقاتل أن يكتب إلى البريدىّ أن يرسل من ينوب عنه فى وزارته فكتب إليه بإنفاذ أحمد الكوفى لينوب عنه فى وزارة محمد بن رائق فأنفذه واستولى على الأمور هو وابن مقاتل، وشرعا فى تضمين البصرة من أبى يوسف أخى أبى عبد الله البريدى. فامتنع ابن رائق فخدعاه حتى أجاب إليه، وكان نائب ابن رائق بالبصرة محمد بن يزداد، وقد أساء السيرة وظلم أهلها، فوعدهم يوسف ومنّاهم وذمّ ابن رائق عنده بما كان يفعله ابن يزداد، فدعوا له. ثم أنفذ أبو عبد الله البريدىّ غلامه إقبالا فى ألفى رجل وأمرهم بالمقام بحصن مهدى إلى أن يأمرهم بأمره، فلما علم ابن يزداد بهم علم أن البريدىّ يريد/ التغلّب على البصرة، وأمر البريدىّ بإسقاط بعض ما كان ابن يزداد يأخذه من أهل البصرة، فاطمأنوا وقاتلوا معه عسكر ابن