الربذة، فخرج إليه رياح إلى الربذة فردّه إلى المدينة، وأمره بإشخاص بنى حسن إليه، ومعهم محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان أخو بنى حسن لأمهم، فرجع رياح وأخذهم وسار بهم إلى الربذة، وجعلت القيود فى أرجلهم وأعناقهم، وجعلهم في محامل بغير وطاء، ولما خرج بهم رياح من المدينة وقف جعفر بن محمد من خلف ستر يراهم ولا يرونه، وهو يبكى ودموعة تجرى على لحيته وهو يدعو الله، ثم قال: والله، لا تحفظ. لله حرمة بعد هؤلاء، ولما ساروا كان محمد وإبراهيم ابنا عبد الله يأتيان كهيئة الأعراب، فيسايران أباهما ويستأذنانه في الخروج، فيقول: لا تعجلا حتى يمكنكما ذلك وقال لهما إن منعكما أبو جعفر أن تعيشا كريمين، فلا يمنعكما أن تموتا كريمين، فلما وصلوا إلى الربذة أدخل محمد بن عبد الله العثمانى على المنصور، وعليه قميص وإزار رقيق، فلما وقف بين يديه قال: أيها باديوث، قال محمد: سبحان الله!! والله لقد عرفتنى بغير ذلك صغيرا وكبيرا، قال: فممّن حملت ابنتك رقيّة؟ وكانت تحت إبراهيم بن عبد الله بن حسن، وقد أعطيتنى الأيمان ألّا تغشنى، ولا تمالىء علىّ عدوا، وأنت ترى ابنتك حاملا وزوجها غائب!! فأنت بين أن تكون حانثا أو ديوثا، وأيم الله إنى لأهمّ برجمها، قال محمد:
أما أيمانى فهى علىّ؛ إن كنت دخلت لك في أمر غش علمته، وأما ما رميت به هذه الجارية فإنّ الله قد أكرمها بولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم إيّاها، ولكنى ظننت حين ظهر حملها أنّ زوجها ألمّ بها على حين