للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غفلة منّا، فاغتاظ «١» المنصور من كلامه، وأمر بشق ثيابه «٢» وإزاره «٣» فبدت عورته، ثم أمر به فضرب خمسين ومائة سوط، فبلغت منه كل مبلغ والمنصور يفترى عليه لا يكنّى «٤» ، فأصاب سوط منها وجهه، فقال: ويحك!! اكفف عن وجهى، فإنّ له حرمة برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأغرى المنصور فقال للجلاد: الرأس الرأس، فضرب على رأسه نحوا من ثلاثين سوطا، وأصاب إحدى عينيه سوط فسالت، ثم أخرج وكأنه زنجى من الضرب، وكان من أحسن الناس، وكان يكنى الديباج لحسنه، فلما أخرج وثب إليه مولى له فقال: ألا أطرح ردائى عليك، قال: بلى جزيت خيرا، والله لشق إزارى أشدّ علىّ من الضرب. وكان سبب أخذه أنّ رياحا قال للمنصور: يا أمير المؤمنين، أمّا أهل خراسان فشيعتك، وأمّا أهل العراق فشيعة آل أبى طالب، وأما أهل الشام فو الله ما علىّ عندهم إلا كافر، ولكن محمد بن عبد الله العثمانى لو دعا أهل الشام ما تخلف عنه منهم أحد، فوقعت في نفس المنصور فأمر به فأخذ معهم، وكان حسن الرأى فيه قبل ذلك.

ثم إنّ أبا عون كتب إلى المنصور أنّ أهل خراسان قد تقاعسوا «٥»