للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن المعز بن باديس فى تاريخه المترجم «بالجمع والبيان فى أخبار المغرب والقيروان» . وهم المقول فيهم:

ذو والملك والتّيجان والغرر التى ... حقيق بها التيجان أن تتباهى «١»

لها معجز التّأسيس فى سدّ مأرب ... وإن كان قد أوهاه فيض نداها

لها ركن بيت الله غير مدافع ... وميقات حجّ الله غير مضاهى «٢»

لها اللغة العليا التى نزلت بها ... فواتح ياسين ومبدأ طه

لها يوم بدر والنّضير وخيبر ... وأىّ مناد فى حنين دعاها

قال: وأول من دخل منهم بلاد المغرب المثنى بن المسور. وكان سبب دخوله أنه لما رأى الحبشة قد غلبت على اليمن وأخرجت حمير عن ملكها، سار إلى الشّحر فوجد به كاهنا من حمير. فلما رأي المثنى، سلم عليه وسأله عن خبره وما الذى أتى به. فأعلمه أن الحبشة غلبتهم على ملكهم. فقال له الكاهن: «اذهب إلى المغرب واتخذه قرارا. فو الله، ليكونن لولدك فيه شأن، وليملكنّ منهم جماعة، ويتوارثونه، ويطول ملكهم» . فهاج ذلك المثنى على دخول المغرب فدخله. وأعلم المثنى بنيه بذلك وأعلم بنوه بنيهم.

فمازالوا يتوقعون الملك إلى أن ولد مناد بن منقوش ونشأ، فجاء شديد القوة كثير المال والبنين. فأخذ فى الإفضال على من يمر به.

فاشتهر ذكره وشاع خبره فى الناس. وكان له مسجد يطرقه كل من يأتى إليه. فإذا خرج إلى الصلاة، سلم على من ينزل المسجد من