ولما ملك يمين الدولة الرىّ، كتب إلى الخليفة القادر بالله يذكر أنه وجد لمجد الدولة من النساء الحرائر ما يزيد على خمسين امرأة ولدن له نيفا وثلاثين ولدا، وأنه لما سئل عن ذلك قال:«هذه عادة سلفى» ، وصلب من أصحابه الباطنية خلقا كثيرا، ونفى المعتزلة إلى خراسان، وأحرق كتب الفلسفة ومذاهب الاعتزال، وأخذ ما سواها من الكتب، فكانت مائة حمل، وتحصّن منوجهر بن قابوس [بن]«١» وشمكير بجبال حصينة، فلم يشعر إلا وقد أطل يمين الدولة عليه، فهرب إلى غياض ملتفّة حصينة، وبذل له خمسمائة ألف دينار، فأجابه يمين الدولة إلى ما طلب. وقبض المال وسار عنه إلى نيسابور. ثم توفّى منوجهر عقيب ذلك، وولى بعده ابنه أنوشروان، فأقره محمود على ولايته، وقرّر عليه خمسمائة ألف دينار أخرى، وخطب لمحمود في أكثر بلاد الجبل إلى حدود أرمينية. وخطب له بأصفهان، وعاد إلى خراسان، واستخلف بالرىّ ابنه مسعود، فقصد أصفهان، وملكها من علاء الدولة «٢» ، وعاد عنها واستخلف بها بعض أصحابه، فثار أهلها، فقتلوه، فعاد إليهم مسعود، فقتل منهم نحو خمسة آلاف قتيل. وسار إلى الرىّ فأقام بها. والله أعلم بالصواب