للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القائلين: كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ، وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ

«١» فأمّا ما أطمع به من دنياه وعرضه من زبدها وحطامها، فلست من أهل الطّمع فأميل إليه، ولا ممن يرغب فيما عنده فيأتيه. وإنما بعثت «٢» رسولا لأمر قد حمّ وقرب، فإن سوّلت له نفسه ما وعد به، ودعته «٣» إليه، فسوف يعلم أنّ الله عز وجل من ورائه ولن تغنى عنه فئة شيئا ولو كثرت وأنّ الله مع المؤمنين «٤» فهذا جواب ما جئت به، فبلّغه إن شاء الله.

قال «٥» : ولما اشتهر أمر الشّيعى ببلد كتامة، ونظر رؤساء القبائل وولاة البلدان فلم يروا فى إبراهيم بن أحمد نهضة فى أمر، وخافوا على زوال الرئاسة من أيديهم، وتقديم من يسارع إلى أمره عليهم، ممّن كانوا يرونه دونهم، كتب بعضهم إلى بعض فى ذلك، فاجتمعوا وتعاقدوا. وكان ممن سعى فى ذلك موسى بن عياش صاحب ميلة «٦» ، وعلى بن عسلوجة صاحب سطيف «٧» وحى بن تميم صاحب بلزمة «٨» وكلّ هؤلاء أمراء هذه المدن، وعندهم العدّة والعدّة والأموال الكثيرة والنّجدة، والقوّة، ومن مقدّمى