فاجتمعوا، وقالوا ما وجه صبرنا على هذا الشيطان، وتحالفوا على الفتك به، واتفق دخوله الحمام، وكان كورتكين يحرسه في حمامه وخلواته، فأمره في ذلك اليوم أن لا يتبعه، فتأخر مغضبا، وكان هو الذى يجمع الحرس، فلم يأمر الحرس باتباعه. وكان له خادم أسود يتولى خدمته بالحمام، فاستمالوه، فمال إليهم، وهجم الأتراك على الحمام، فقام أستاذ داره «١» ، وهو خادم، ليمنعهم، فضربه بعضهم بالسيف، فقطع يده، فصاح، فعلم مرداويج، فغلق باب الحمام، وتربسه بسرير كان يجلس عليه إذا غسل رأسه، فصعدوا السطح، وكسروا الجامات «٢» ، ورموه بالنشاب، ثم كسروا باب الحمام، ودخلوا عليه، وقتلوه، وكان الذى جمع الناس على قتله توزون، وهو الذى صار أمير العساكر بالعراق، وياروق «٣» ، ومحمد ابن ينال الترجمان، وبجكم «٤» وهو الذى تولى إمرة العراق. قال:
ولما قتلوه أعلموا أصحابهم، فنهبوا قصره، وهربوا. هذا ولم يعلم بهم الديلم، فلما علموا ركبوا في آثارهم، فلم يلحقوا منهم إلا نفرا يسيرا، فقتلوهم، وعادوا، واجتمع رؤساء الديلم والجيل، وتشاوروا على من يقوم مقامه، فاجتمعوا على طاعة أخيه وشمكير.