ودخل الملك العزيز قلعة دمشق واستقرّ بها فى يوم الأربعاء رابع شعبان من السّنة المذكورة، وجلس يوم الجمعة بدار العدّل وأسقط من المكوس بدمشق ما هو مقرّر على سوق الرّقيق وسوق الدوّاب ودار البطّيخ، والملاهى، والعصير، والفحم، والحديد، وسبكى الفولاذ والزّجاج.
قال: وهرب ضياء الدّين ابن الأثير ونهبت داره.
ونودى فى دمشق أن يلبس أهل الذّمّة العمائم الغيار ليعرفوا من المسلمين وكان سبب ذلك أنّ الملك العزيز لمّا جلس بدار العدل دخل عليه رجل له هيئة حسنة، فما شكّ العزيز أنه من الأشراف، فلمّا علم أنّه ذمّىّ أمر بذلك.
قال: ولاطف الملك العزيز عمّه الملك العادل إلى أن قام بدمشق فى النّيابة، فأجاب إلى ذلك بعد امتناع. وسلّم ديوان دمشق لصفىّ الدّين ابن شكر «١» كاتب العادل.
وفارق الملك العزيز دمشق فى العشر الأوسط من شعبان، وعاد إلى الدّيار المصريّة بعد أن استخلف الملك العادل وسلّم إليه دمشق وما هو مضاف إليها من القلاع والحصون والأعمال؛ والخطبة والسّكّة باسم الملك العزيز.
ودخل العزيز إلى القاهرة جريدة فى رابع شهر رمضان؛ وفوّض شدّ الأموال والخطاب عليها للأمير فخر الدّين إياز جهاركس؛ وضمّن الخمور فى كلّ سنة بسبعة عشر ألف دينار، فتجاهر النّاس بها وظهر