للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشامى. وتبعهم العزيز والعادل حتى ألجأوهم إلى سور البلد، ودخلوا دمشق «١» ، وتبعهم العسكر، فملكت البلد.

فعندها ركب الملك الأفضل إلى خيمة أخيه الملك العزيز، واجتمع به بظاهر دمشق.

قال: ودخل الملك العادل ومن معه باب توما والباب الشّرقى، ونزل بالدّار الأسدية. ودخل الملك العزيز من باب الفرج وبات فى دار عمّته الحساميّة «٢» . وملك العزيز دمشق وأقيمت له الخطبة فى يوم الجمعة الثّامن والعشرين من الشهر.

قال: ولمّا ملك الملك العزيز دمشق ندم على ما كان قرر من إقامته بالشام وتمكين عمه الملك العادل من الدّيار المصريّة واعتذر [١٤١] إلى أخيه الملك الأفضل فى السّر. فأظهر الأفضل سرّه لمن معه فظنّوا أن هذه خديعة. فأرسل إلى العادل وأعلمه بمرسلة العزيز، فعتبه العادل، فأنكر الحال «٣» . وخرج الأفضل إلى صرخد «٤» وقرّر له فى كلّ سنة مائتى ألف درهم من صرخد وغيرها، وهو كاره لذلك. وسأل أن يكون بمكّة؛ وينقطع إلى الله تعالى، وينزل عن الملك، فلم يجبه العزيز.

وكان خروج الأفضل من دمشق إلى صرخد يوم الاثنين، ثانى شعبان سنة اثنتين وتسعين، فكانت مدّة ملكه لدمشق، منذ وفاة والده إلى أن ملكها العزيز، ثلاث سنين وخمسة أشهر.