وأمكنته الفرصة فانتهزها، وراسل الأتراك والمشارقة فى القبض على الحسن ابن عمّار.
وأحسّ ابن عمار بذلك فقصد المبادرة بالإيقاع ببرجوان وشكر، ورتّب جماعة فى دهليز داره، وقرر معهم الفتك بهما إذا دخلا إليه. وكان لبرجوان عيون كثيرة فاطّلعوا على ما دبّره ابن عمار عليه. واتفق أنّ الحسن استدعاه [ومعه شكر]«١» فركبا إلى داره، وكانت فى آخر القاهرة مما يلى الجبل، ومعهما جماعة من الغلمان. فلمّا وصلا إلى باب الدّار ظهرت لهما عين القضيّة فعاد إلى القصر بسرعة، وجرّد الغلمان سيوفهم، فدخلا قصر الحاكم.
فثارت الفتنة، واجتمع الأتراك والدّيلم والمشارقة وغيرهم على باب القصر، وبرجوان يبكى، وهم يبكون لبكائه، وهو يحرّضهم على القيام بواجب خدمة الحاكم.
وركب الحسن بن عمّار فى كتامة إلى الجبل، وتبعه وجوه الدّولة، فصار فى عدد كثير. وفتح برجوان خزائن السّلاح وفرّقها على الغلمان وغيرهم، وأحدقوا بالقصر، فبرز منجوتكين وفارحتكين وينال الطويل فى خمسمائة فارس من الأتراك. ووقعت الحرب بينهم وبين الحسن بن عمّار إلى وقت الظهر من يوم الخميس سلخ شعبان سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، فانهزم ابن عمّار، ورجعت العامّة إلى داره فنهبوها ونهبوا خزائنه؛ واستتر عند بعض العوامّ وتفرّقت عنه جموعه «٢» .
وفتح برجوان باب القصر، وأجلس الحاكم، وأوصل إليه النّاس،