وجدّد له البيعة على الجند، فلم يختلف عليه أحد؛ وكتب الأمانات لوجوه كتامة وقوّاد الدّيلم وراسلهم بما يطيّب قلوبهم فأتوه. واستقام أمر برجوان وكتب إلى أهل دمشق يطيّب قلوبهم ويأمرهم بالقيام على سليمان والإيقاع به؛ فثار أحداث «١» دمشق وقصدوا دار أميرها سليمان، فوجدوه وقد التهى بالشّرب وانهمك على لذّاته، فهرب على ظهر فرسه ونهبت خزائنه [٥٢] وأمواله. وجعل برجوان الحسين بن القائد جوهر قائد القوّاد، وبعث جيش ابن محمد بن الصّمصامة إلى دمشق، وتلطّف فى إخراج الحسن بن عمّار من استتاره، فخرج، فأعاد برجوان عليه ما كان بيده من الإقطاعات وحلّفه ألّا يخرج من داره.
وفى سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة عصى أهل صور على الحاكم بسبب فتنة برجوان وابن عمار وقتلوا جماعة من جند المصريّين، وثار بعض الملاحين من أهلها، ويعرف بالعلاقة، فملك البلد.
وثار مفرج بن دغفل الجراحى بالرّملة ونهبها.
فندب برجوان إلى الشام أبا الحسن عبد الصّمد ابن أبى يعلى، وضمّ إليه عسكرا، فسار من القاهرة لأربع عشرة ليلة خلت من ذى القعدة، سنة ثمان وثمانين «٢» . فلمّا وصل إلى الرّملة حضر إليه من جند السّاحل خمسة آلاف