وفى مدّة مقامه ببركة الجبّ أحضر قاضى القضاة والشّهود، وأشهدهم على نفسه [١٤٤] أنه وقف المطريّة «١» ومنية الباسل «٢» والرّباع المسوّغة والمستمرّة بيد الدّيوان على عمارة سور القاهرة ومصر والبيمارستان بالقاهرة.
قال: ولمّا وصل الأفضل إلى بلبيس احتاط على ما كان باسم العادل وألزامه بالدّيار المصريّة؛ وأقطعه، ثم قبض على أخيه الملك المؤيّد وقيّده وأعاده إلى القاهرة، فاعتقل بالقلعة. وتمادى الملك الأفضل فى سيره إلى دمشق. هذا ما كان منه.
وأمّا الملك العادل فإن سراسنقر النّاصرى وصل إليه بماردين واستحثّه على العود إلى دمشق، فأوصى ولده الملك الكامل بمحاصرتها.
وفارقها العادل لخمس بقين من شهر رجب، ووصل إلى دمشق فى يوم الاثنين حادى عشر شعبان، وأخذ فى تحصين البلد. ووصلت العساكر المصرية فى يوم الخميس، ورتّب الأطلاب وسار الملك المنصور بن الملك العزيز فى القلب وزحف على البلد فأخذ قصر حجّاج والشّاغور. وكان العادل لما شاهد إقبال العساكر أمر بإحراق قصر حجّاج، فأحرق، واحترق فيه عدّة مساجد وأطفال. وأحاطت العساكر المصريّة بدمشق، ودخلها جماعة منهم من باب السّلامة، وانتهوا إلى السّوق الكبير، وخرجوا من باب الفراديس. وقدم الأفضل الميدان الأخضر «٣» ثم تأخّر إلى ميدان الحصى؛ واستقر بهذه المنزلة أكثر من ستّة أشهر.