للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من عبد الله الإمام المعيد لدين الله الداعى إلى طاعة الله الدافع لأعداء الله، وأنفذها إلى النواحى، فبلغ القائد مرجان قيام المؤمن [١] بن أسعد معه، فغضب على المنصور بن أسعد، وأعاد كتبه مختومة، فغضب المنصور، وانضم إلى هذا الإمام، ودخل صنعاء فى شهر رمضان سنة ثمان عشرة (وأربعمائة) وخطب له بها ابن التّقوى قاضى صنعاء بالإمامة، ثم خرج منها، وخالف عليه من كان انضم إليه، فقتلوه فى آخر ذى الحجة سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، واشتد القحط باليمن من هذه السنة إلى سنة اثنتين وعشرين، وصنعاء خالية من/ (١٠٢) السلطنة.

وفى شهر رجب سنة ست وعشرين وأربعمائة ظهر الإمام أبو [٢] هاشم الحسن بن عبد الرحمن إماما، وتسمى بالنفس الزّكيّة، ومعه ولده حمزة بن أبى هاشم وإليه ينسب الأشراف الحمزيون، فقصد صنعاء، فهرب منه ابن أبى حاشد، ووصل المنصور بن أبى الفتوح، فبايعه ورجع إلى بلده، واستمر هذا الإمام إلى سنة تسع وعشرين، فخالفت عليه همدان، فدخل ابن أبى حاشد صنعاء، ثم خرج منها فتعطلت من السلطنة إلى سنة إحدى وثلاثين، فاستدعت همدان جعفر بن القاسم، فدخل صنعاء فى ربيع من السنة، ثم كان بينهم اختلاف يطول شرحه، وخلت صنعاء أيضا من السلطنة إلى شوال سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.

ووصل الإمام أبو الفتح الناصر بن الحسين الدّيلمىّ [٣] مدّعيا للإمامة، وانضمت إليه همدان وجميع العساكر، ونهب صعدة، وخرب دورا، وقتل من خولان مقتلة عظيمة، ودخل صنعاء فى ذى القعدة من السنة، وأقام إلى صفر


[١] فى بلوغ المرام ص ٣٦ وتاريخ اليمن ص ١٧٥ يرد اسمه «عبد المؤمن بن أسعد بن أبى الفتوح.
[٢] فى بلوغ المرام ص ٣٦ وتاريخ اليمن ص ١٣٥ «أبو هاشم الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم، وأنه وصل من الحجاز، ومعه ابناه: حمزة وعلى، فدعا بناعط، وتلقب بالمعيد لدين الله، وعضده الأشراف وغيرهم ورؤساء همدان، وابن أبى الفتوح» .
[٣] كان وصوله من بلاد الديلم، ورواية النويرى هنا تتفق مع ما أورده الجرافى فى المقتطف ص ١١١ وفى بلوغ المرام ص ٣٦ وتاريخ اليمن ص ١٧٥ أن الديلمى وصل طالبا الجهاد سنة ٤٣٠، وكانت بينه وبين على بن محمد الصليحى حروب طويلة، وقتله الصليحى سنة ٤٤٤ فى وقعة بينهما بنجد الحاج من بلاد عنس وقبره بردمان. وفى المقتطف ص ١١١ أنه قتل بقاع فيد، وقبره بقرية أفيق.