للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى هذه السنة: سير المنصور الناس من أهل الكوفة والبصرة والجزيرة والموصل إلى غزو الديلم، واستعمل عليهم محمد بن أبى العباس السفاح.

وفيها عزل المنصور عن المدينة محمد بن خالد بن عبد الله القسرى، واستعمل عليها رياح بن عثمان المرى، وكان سبب ذلك أن المنصور كان يتطلب محمد ابن عبد الله بن الحسن وأخاه إبراهيم بن عبد الله، فلما استعمل محمد بن خالد على المدينة أمره بطلبهما، فقدم المدينة وأنفق أموالا عظيمة فى طلبهما، فلم يظفر بهما فعزله واستعمل رياحا، وأمره بمطالبة القسرى بالأموال وطلب محمد وإبراهيم، فقدم المدينة وطالب محمد بن خالد بالمال وضربه وسجنه، وأخذ كاتبه رزاما «١» وعاقبه، وألزمه أن يذكر له ما أخذ محمد من الأموال، فلم يجبه إلى ذلك، فلما طال عليه الأمر وشدّد عليه العذاب أجابه، فقال له رياح: أحضر الرقيعة «٢» وقت اجتماع الناس، فلما اجتمع الناس أحضره، فقال: أيها الناس إن الأمير أمرنى أن أرفع على محمد بن خالد، وقد كتبت كتابا وأنا أشهدكم أن كل ما فيه باطل، فأمر به رياح فضرب مائة سوط ورده إلى السجن.

وفيها حج المنصور فلما عاد من حجه إلى المدينة لم يدخلها، ونزل الرّبذة، وكان قد أمر رياحا بحبس أولاد الحسن فحبسهم، فلما رجع أمر بحملهم إلى العراق، فأخرجهم من السجن إلى الربذة والأغلال فى أعناقهم وأرجلهم، وحملوا بغير وطاء، وحبسهم بقصر ابن هبيرة، وضرب محمد ابن عبد الله بن عمرو بن عثمان «٣» - وكان قد حبسه معهم- خمسين ومائة سوط، فسالت إحدى عينيه بضربة أصابتها، ومحمد هذا هو الذى يسمى