المدينة قال له جعفر في معنى ماله، فقال: قبضه مهديّكم، فلما وصل عيسى إلى فيد كتب إلى الناس في خرق الحرير، منهم عبد العزيز ابن المطلب المخزومى، وعبيد الله بن محمد بن صفوان الجمحى، وكتب إلى عبد الله بن محمد بن عمر بن على بن أبى طالب، يأمره بالخروج من المدينة فيمن أطاعه، فخرج هو وعمر «١» بن محمد ابن عمر، وأبو عقيل محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل فأتوا عيسى.
قال: ولما بلغ محمدا قرب عيسى من المدينة، استشار أصحابه فى الخروج من المدينة والمقام بها، فأشار بعضهم بالخروج عنها، وبعضهم بالمقام بها، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيتنى في درع حصينة فأوّلتها المدينة، فأقام ثم استشارهم في حفر خندق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له جابر بن أنس- رئيس سليم- يا أمير المؤمنين: نحن أخوالك وجيرانك وفينا السلاح والكراع، فلا تخندق الخندق، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خندقه لمّا أعلمه الله به، وإن خندقته لم يحسن القتال رجالة، ولم توجّه لنا الخيل بين الأزقة، وأن الذين نخندق دونهم هم الذين يحول الخندق دونهم؛ فقال له أحد بنى شجاع: خندق رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقتد أنت به، وتريد أن تدع أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم لرأيك!! قال:
إنه والله- يا ابن شجاع- ما شىء أثقل عليك وعلى أصحابك من لقائهم، وما شىء أحبّ إلينا من مناجزتهم، فقال محمد: إنما اتبعنا