للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى الخندق أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يردّنى أحد عنه فلست بتاركه، فأمر به فحفر، وبدأ هو فحفر بنفسه الخندق «١» ، الذى حفره رسول الله صلى الله عليه وسلم للأحزاب، وسار عيسى حتى نزل الأعوص، وكان محمد قد جمع الناس وأخذ عليهم الميثاق:

ألا يخرج منهم أحد، ثم خطبهم فقال:

إنّ عدوّ الله وعدوّكم قد نزل الأعوص، وإنّ أحق الناس بالقيام بهذا الأمر، لأبناء المهاجرين والأنصار، ألا وإنّا قد جمعناكم وأخذنا عليكم الميثاق، وعدوّكم في عدد كثير، والنصر من الله والأمر بيده، وأنّه قد بدا لى أن آذن لكم، فمن أحبّ منكم أن يقيم أقام، ومن أحبّ أن يظعن ظعن؛ فخرج عالم كثير، وخرج ناس من أهل المدينة بذراريهم وأهليهم إلى الأعراض والجبال، وبقى محمد في شرذمة يسيرة «٢» ، فأمر أبا القلمّس بردّ من قدر عليه، فأعجزه كثير منهم فتركهم.

قال: وكان المنصور قد أرسل ابن الأصم مع عيسى بن موسى ينزله المنازل، فلما قدموا نزلوا على ميل من المدينة، فقال ابن الأصم: إن الخيل لا عمل لها مع الرجّالة، وإنى أخاف إن كشفوكم كشفة «٣» أن يدخلوا عسكركم، فتأخّروا إلى سقاية سليمان بن عبد الملك بالجرف وهو على أربعة أميال من المدينة، وقال: ولا يهرول الراجل أكثر من