للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى أخذت له ابنة عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن جعفر امرأة عيسى الأمان له ولإخوته معاوية وغيره، وأما موسى بن عبد الله فسار نحو الشام ومعه رزام مولى محمد بن خالد القسرى، فانسل منه رزام بتيماء، وسار إلى المنصور برسالة من مولاه محمد القسرى، فظهر محمد بن عبد الله على ذلك فحبس محمد القسرى، ووصل موسى إلى الشام فرأى منهم سوء ردّ غليه وغلظة، فكتب إلى محمد:

أخبرك أنى لقيت الشام وأهله، فكان أحسنهم قولا الذى قال:

والله لقد مللنا البلاء، وضقنا حتى ما فينا لهذا الأمر موضع، ولا لنا به حاجة؛ ومنهم طائفة تحلف لئن أصبحنا من ليلتنا أو أمسينا من غد ليرفعنّ أمرنا؛ فكتبت إليك، وقد غيّبت وجهى، وخفت على نفسى.

ثم رجع إلى المدينة، وقيل أتى البصرة، وأرسل صاحبا له يشترى له طعاما فاشتراه، وجاء به على حمّال أسود، فأدخله الدار التى سكنها وخرج، فلم يكن بأسرع من أن كبست الدار، وأخذ موسى وابنه عبد الله وغلامه فحملوا إلى محمد بن سليمان بن على بن عبد الله بن العباس، فلما رأى موسى قال: لا قرّب الله قرابتكم، ولا حيّا وجوهكم، تركت البلاد كلها إلا بلدا أنا فيه!! فإن وصلت أرحامكم أغضبت أمير المؤمنين، وإن أطعته قطعت أرحامكم، ثم أرسلهم إلى المنصور، فأمر بضرب موسى وابنه كل واحد خمسمائة سوط فلم يتأوّها، فقال المنصور: عذرت أهل الباطل في صبرهم، فما بال هؤلاء!! فقال موسى: أهل الحق أولى بالصبر، ثم أخرجهم وأمر بهم فسجنوا.