ولده، فلم يبق شرف ولا فضل في جاهلية ولا إسلام- فى دنيا ولا آخرة- إلا والعباس وارثه ومورّثه. أمّا ما ذكرت من بدر فإنّ الاسلام جاء، والعباس يمون أبا طالب وعياله، وينفق عليهم للأزمة التى أصابته، ولولا أن العبّاس أخرج إلى بدر كارها لمات طالب وعقيل جوعا، وللحسا جفان عتبة وشيبة، ولكنه كان من المطعمين، فأذهب عنكم العار والسّبة، وكفاكم النفقة والمؤونة، ثم فدا عقيلا يوم بدر، فكيف تفخر علينا وقد علناكم في الكفر، وفديناكم وحزنا عليكم مكارم الآباء، وورثنا دونكم خاتم الأنبياء، وطلبنا بثأركم فأدركنا منه ما عجزتم عنه، ولم تدركوا لأنفسكم، والسلام عليكم ورحمة الله.
وكان محمد قد استعمل الحسن «١» بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب على مكة، والقاسم بن إسحاق على اليمن، وموسى ابن عبد الله على الشام، فأما الحسن والقاسم فسارا إلى مكة، فخرج إليها السرىّ بن عبد الله، عامل المنصور على مكة، فلقيهما ببطن أذاخر فهزماه، ودخل الحسن «٢» مكة وأقام بها يسيرا، فأتاه كتاب محمد بن عبد الله يأمره بالمسير إليه فيمن معه، ويخبره بمسير عيسى ابن موسى إليه ليحاربه، فسار إليه من مكة هو والقاسم، فبلغه بنواحى قديد قتل محمد، فهرب هو وأصحابه وتفرّقوا، فلحق الحسن بإبراهيم فأقام عنده حتى قتل إبراهيم، واختفى القاسم بالمدينة