وفي سنة اثنتين وخمسمائة استولى مورود، وعسكر السلطان على الموصل، وكان جاولى سقاوة قد تغلب عليها، فأخذت منه، بعد حرب وحصار، ثم عاد جاولى إلى خدمة السلطان.
وفي سنة ثلاث وخمسمائة سيّر السلطان وزيره نظام الملك أحمد ابن نظام الملك إلى قلعة ألموت، لقتال الحسن بن الصباح، ومن معه من الإسماعلية، فحصرهم، وهجم الشتاء عليهم، فعادوا، وفيها فى شهر ربيع الآخر توجه الوزير نظام الملك إلى الجامع، فوثب عليه الباطنية، وضربوه بالسكاكين، فجرح في رقبته، فمرض مدة وبرأ، وأخذ الباطنى، فسقى الخمر حتى سكر، وسئل عن أصحابه، فأقر على جماعة بمسجد المأمونية، فقتلوا، وفيها عزل الوزير نظام الملك، واستوزر بعده الخطير محمد بن الحسين.
وفي سنة خمس وخمسمائة بعث السلطان الجيوش لقتال الفرنج، وكانوا قد استولوا على البلاد، ففتحوا عدة حصون للفرنج، وقتلوا من بها منهم، وحصروا مدينة الرّها، ثم رحلوا عنها.
وفي سنة تسع وخمسمائة أقطع السلطان محمد الموصل، وما كان بيد آق سنقر البرسقى للأمير جيوش «١» بك، وسير معه ولده الملك مسعود بن محمد.