للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحمل رأسه إلى بغداد، وقتل من أصحابه ما يزيد على ثلاثة آلاف فارس، وأسر ابنه دبيس، وسرخاب بن كيخسرو الديلمى، فأحضر بين يدى السلطان، فطلب الأمان، فقال السلطان: أنا عاهدت الله أنى لا أقتل أسيرا، فإن ثبت عليك أنك باطنى قتلتك. قال: ونهب من أموال صدقة ما لا يحد ولا يوصف.

وكان له من الكتب المنسوبة الخطوط ألوف مجلدات، وكان يقرأ ولا يكتب، وكان جوادا حليما، صدوقا، كثير البشر والخير والإحسان، يلقى لمن يقصده بالبشاشه والفضل، ويبسط آمال قاصديه، ويزورهم، وكان عاقلا، عفيفا، دينا، حاز الأوصاف الجميلة، رحمه الله تعالى.

قال: ولما قتل صدقة عاد السلطان إلى بغداد، ولم يصل الحلة، وأرسل أمانا لزوجة صدقة، فأصعدت إلى بغداد، فأطلق السلطان ابنها دبيسا، وأنفذ معه جماعة من الأمراء لتلقيها، فلما جاءت اعتذر السلطان إليها من قتل صدقة، وقال: وددت أنه حمل إلى حتى كنت أفعل معه ما يعجب الناس منه، لكن الأقدار غلبتنى عليه، واستحلف ابنها دبيسا أنه لا يسعى بفساد.

وفي سنة إحدى وخمسمائة في شعبان أطلق السلطان الضرائب والمكوس، ودار البيع، [والإجتيازات] «١» ، وغير ذلك، مما يناسبه بالعراق، وفيها خرج السلطان إلى أصفهان، وكان مقامه ببغداد، فى هذه الدفعة خمسة أشهر وسبعة عشر يوما.